Monthly Archives: فيفري 2012
الجزء الثالث… الانحراف عن المسار
لما كانت المحسوبية البغيضة والاستحواذ على خيرات المنصب الذي يصل إليه المسئول والتعود على الحلاوة الكرسي الذي يجلس عليه صار الأمر أشبه ما يكون أن ذلك الكسول(المسئول) لا يمكن أن يزحزح من كرسيه على اختلاف منصبه لأنه تثبت أو ثبت بأعظم أنواع الخلطات اللاصقة أو قل بأفضل المسامير التي من المستحيل اقتلاعه من مكانه ليعين بدلا منه … فتجده قضى العقود من السنوات الطويلة وهو جاثم على صدر الوطن والمواطن حتى كأن الموت تناساه من أن يغيبه… والمصيبة الأعظم أن الدولة وصناع القرار لا يريدون التغيير لألف سبب وسبب فالوطن عندهم شركة مقفلة لهم لا يجوز التغيير فيها ولو حدث التغيير ففيما يندر من الأحيان ويكون المعين ممن تنطبق عليه شروط الفئة البغيضة وهي معكوس(الأمانة, الخلاص,الإيثار, الطيبة,الحياء والخوف من الله ) وهكذا اكتب ما شئت من المعاني الطيبة والبراقة وكن حريصا بعدها أن لا تغيير عن مسار العصابة (ولعلنا نقول إلا من رحم الله وهم قلة مع الكثرة الكاثرة) آه آه… يا وطني كم أنت عظيم بمعانيك وبشعبك أصبح المسئولون ملاك شركات ومصانع وأراضي ومزارع ومباني وبنوك وماذا أيضا؟؟!! لا شيء إلا لأنه وزيرا أو وكيلا أو مديرا عاما أو ربما موظفا بإحدى الوزارات الخدمية التي تقدم للمواطن خدمات لا ياستهان بها فما دام الرقيب والحسيب غائبا أو مغيبا فالكل يفعل ما يحلو له خذ مثلا لموظف بسيط في شركة (وزارة) الإسكان هذا الموظف راتبه لا يتجاوز250ريالاعمانيا وبأقل من سنة يملك بيتا بأكثر من 90الفا ريالا عمانيا هذا من غير أن يقترض أو يرث و لك كذلك أن تتخيل من هو اكبر منه وظيفة و أقدم منه خبرة ماذا جنا من المنافع العظيمة؟! مواطنون يبكون الليالي يدعون الله أن يكونوا فراشين (مع عظيم احترمي لهم) بهذه الوزارة لينالوا ما ناله من بها وعليه فطوبى لأهله وأحبابه فلن يحرمهم من خيرات الوطن …
يبع…
لا ننكر الخير
يتبع..
لو أن احدهم سرق أو استولى على ملك احد المواطنين أو وضع يده على ارض واختلس أو اخذ نصيبا من المال العام بأي وسيلة أو طريقة فلا احد يردعه.
ومصيبة المصائب بل قل الكارثة والطامة الكبرى لو أن احد المسئولين ظهر عليه أمر مما سبق الإشارة إليه فصار الأمر مفضوحا ومن المستحيل تغطيته أو التستر عليه وأمر السكوت عنه متعذرا في هذه الحالة يزحزح من منصبه وله ما اخذ بجميع الامتيازات والحقوق التي كانت له ماعدا منصبه الرسمي فلغبائه حجب عنه.
وبعدها تمر الأيام والليالي وشهور بسيطة ويسمع المواطنون أن ذلك الصنم المبجل أعيد إلى شركة الدولة بمنصب لا يقل شأنا مما كان به من قبل … فماذا جنى المخلصون لأوطانهم وماذا فعل أشباههم بوطنهم والكل في حكايته يعلم قبح المصيبة وعظم الخطأ ولكن… لمن تقول ولمن تحكي.
القضاة تهبهم الدولة بجانب رواتبهم العالية وميزاتهم الخيالية إكرامية لا يحلم بها مواطن يسكن تحت علبة صفيح متهالك مفترشا الأرض ولو قسمت إكراميات القضاة على عدد من فقراء البلاد لوسعتهم ولكن هيهات لكل قاض أكثر من مائة ألف وأرض سكنية تجارية وربما صناعية وسيارة وأكثر,, كل ذلك ليعينهم على إحقاق الحق الذي لم يره المواطن بنواحي الحياة من الإسكان إلى الوظائف إلى المناقصات إلى المشاريع الوهمية إلى الوظائف من غير موظفين إلى عشرات الأراضي لكثير من المسئولين بمختلف مسمياتها إلى الشركات إلى. إلى. إلى.. دَوّن ما شئت فسينتهي حبرك ولا تنتهي … هل أحسستم عظم المسافة التي تجاوزناها فنحن كنا نتحدث عن النهضة العمانية بداية السبعين فما شعرنا إلا ونحن في التسعينات وبداية الألفية الثانية بعد الانتفاضة
أنشأت المستشفيات الحديثة وتوزعت بربوع البلاد ووصلت خدماتها القرى والجبال وتغير الحال إلى الأفضل وكانت المتابعة الطبية بجهود ليست قليلة وتبنت وزارة الصحة برامج التحصين ضد الأمراض المعدية شملت طلاب المدارس وكانت نهضة صحية بكافة مجالات الحياة بعمان … أما التعليم فلم يبخس حقه فالمدارس عمت السهل والجبل وبمختلف مجالاته وتم ابتعاث الكثير من الطلبة إلى جامعات عالمية وعربية في تخصصات مختلفة وبدأ التعمين يمشي بخطى قوية و متسارعة بمجال التعليم من خلال معاهد المعلمين ثم كليات التربية ثم توج التعليم بعمان بافتتاح جامعة السلطان قابوس بمسقط بكلياتها المعروفة.
يتبع..
الخوف من الامم
ايام زماااااااااان لما كان الاستعمارالبريطاني في الخليج كان البريطانين متخوغين من ان العمانين يصنعون الاسلحة النارية محليا وايام الحرب على العراق حضر السفير الامريكي الى بهلا وصور افران الفخار عن كثب خوفا ان تكون مفاعلات نووية وهم لايدرون عنها …!!!
مشوار حياة ج2
عمان قبل الستينات وحتى العصور الغابرة كانت دولة ذات حضارة عريقة جدا وقوة مؤثرة على مختلف الأصعدة فقد وصلت بقوتها أجزاء من إفريقيا واسيا والصين هذا بجانب تواجدها بقوة بأجزاء كبيرة من ارض الجزيرة العربية وإيران والتاريخ يشهد ما فعله العمانيون مع البرتغاليين وكيف طردوهم من عمان والخليج وحتى إفريقيا والهند…
هذا أما العصور السابقة من الحضارات فلم تكن بعزل عن صناعة التاريخ بل كانت كاتبة لكثير من أجزائه فعلاقتها بالحضارة الفرعونية و بالإمبراطورية الصينية والفارسية ودورها الريادي في طريق الحرير كل ذلك والكثير لم يكن خافيا على كتاب التاريخ والمهتمين بهذا الشأن … أما كيف صنع العمانيون الحضارة في بلادهم فهذا الأمر تعزز بصورة أعظم مع اعتناقهم للإسلام فكانت نعم الأمة ونعم الأفراد أجيال صاغهم الدين الإلهي بالإسلام العظيم فهم لهم الدور الرئيس في الفتوحات الإسلامية بشتى ربوع الأرض فكانوا نعم الرسل ونعم السفراء ويكفيهم شرفا وصولهم إلى الصين تجارا ولكن تربية الإسلام لهم جعل الصينيين يرتمون بأحضانهم لما وجدوه من معاملتهم وحسن سجاياهم وطيب معشرهم ومعاشرتهم فدخل الصينيين الإسلام من غير مشقة سلاح ولا آلام حروب … هكذا كان العمانيون وما زلت احسبهم على غير ما فد تجده بكثير من الشعوب من الشواذ في بعضا الأفراد من الأنانية وحب التسلط والاستعلاء والجشع والتسلق على أكتاف الشعب متى سنحت الفرصة لمن يتمتع بهكذا خساسة وهو مع كل ذلك لأنه وصل لمنصب من مناصب الدولة فلما غاب الرقيب الإيماني والوازع الديني والسلطة القضائية والتربية الصالحة وتجلى مال الدولة كأنه سائب تعلم الكثير من أصحاب النفوذ السرقة ودخلوها من أوسع أبوابها وأضيقها فكل شيء صار مباحا مما يقال انه للدولة و لك أن تتخيل المنصب الذي يمكن أن يصله أي مواطن ثم بعد ذلك تخيل ما يمكن أن يناله بحكم منصبه والمصيبة العظيمة أن كل شيء مشرع لهكذا مسئول.
ولا محاسب لأنه من يحاسب من!!
يتبع ،،
مشوار حياة ج1
في منصف سنة 1970للميلاد كنت وقتها مع الكثير من أقراني على أعتاب عهد جديد لوطني العزيز عمان
لم أكن أتذكر وقتها الفترة الماضية إلا بما اسمعه من كبار السن اللذين نادرا ما كان يسمح لي بالجلوس معهم
لان من ضمن العادات والتقاليد أن لا نخالط الكبار مجالسهم الخاصة
فكنت اسمع منهم أمورا قليلة مثل غربة الكثير من المواطنين خارج الأرض العمانية لهدف طلب الرزق.
حيث أنه بالستينات لم تكن ارضي واسعة بالأعمال أو التعليم.
والفقر والمرض والفاقة فرضوا على الجميع البحث عن لقمة العيش
وان وجد الرزق بالبلاد فلم يكن مستغلا لنفس الأسباب وغيرها من الأمور كالجهل والتخلف.
وكالت حالتنا أشبه ما تكون بدولة افريقية أو آسيوية كالتي نسمع عنها الآن ونشاهدها كل حين على شاشات أجهزة البث الإخبارية
وعندما تولى السلطان قابوس أمر الدولة بمساعدة دول صديقة التحقنا بالمدارس الحديثة وكانت وقتها بالمواد الغير ثابتة وكان عدد الطلبة لا يتجاوز المئات، والمعلمين لم يكونوا بتلك الدرجة من التأهيل فبعضهم لم يكمل الصف السادس وآخرين ربما أنهوا الثانوية العامة.
أما المناهج فقد كانت قطرية (من دولة قطر الشقيقة ) التعليم سار بوتيرة متسارعة جدا في البداية
والحق يقال أن التجربة كانت طيبة والنتائج والمخرجات مشجعة فالرغبة الأكيدة من الأغلبية بوجوب التعليم مع قلة الإمكانات للمواطنين وعدم توفر وسائل الراحة أو البنية التحتية بشتى مجالات الحياة.
فلك أن تتخيل الطرق والكهرباء و الصحة و الاقتصاد … لا وجود لها.
مثلث الرعب يحيط بنا (جهل\فقر\تخلف ) رغم عائدات النفط البسيطة
لان الاكتشافات كانت قليلة ولكن بدأت الحياة شيء فشيء تدب بالمجالات الحيوية
واخذ المواطن كل يوم يحس بان هناك جديد حصل على هذه الأرض فاستبشروا خيرا وبدأ المتشككون يغيرون أرائهم وانقلب الناس بنعمة من الله وفضل بعد السنوات الماضية العجاف …
يتبع ،،